• عدد المراجعات :
  • 1958
  • 5/5/2012
  • تاريخ :

القيادة الرسالية مصداقٌ لحكم الله في الأرض

القيادة الرسالية مصداقٌ لحكم الله في الأرض، فبعد أن خلق الله تبارك وتعالى الخلق لم يتركه فريسة سهلة لتسلط الأقوى، بل أختار لهم الأنبياء والرسل والأئمة عليهم السلام، قادة يحكمون بينهم بالعدل، وترتبت على طاعتهم نجاة البشرية من المشاكل التي تقع فيها المجتمعات، لتكون القيادة الرسالية هي الأخرى واحدة من نعم الله العديدة التي منَّ بها على خلقه.

ولكننا لن نلتمس دور هذه القيادة، ولن نستشعر وجودها ودورها الفعال دون الانقياد لها، والرجوع إليها في كل صغيرة وكبيرة يقف عندها الإنسان، وبعد أن يعرف كل فرد من أفراد المجتمع واجبه تجاهها.وهذا بعض ما نستفيده من قصص القرآن الكريم، التي تعطينا الدروس والعبر في كل موقف تذكرها لنا تلك القصص، والتي نعتبرها جزءً مهماً في تغذية أفكارنا وثقافتنا، وبرنامج عمل نعتمد عليه في حياتنا اليومية لتصحيح أخطائنا وحل مشاكلنا.

سورة البقرة وهي السورة الثانية في القرآن الكريم والتي جاءت تسميتها على أثر قصة (البقرة) لأهمية تلك القصة، والتي لم يكن سبب ذكرها في القرآن الكريم لكي تقرأ كما يقرأ الإنسان قصص الخيال ترفاً ولهواً، بل من أجل التأمّل والتدبر والعمل بها، وهذه القصة تلخص لنا أهمية إتباع القيادة الرسالية والتصديق بها، حيث يقول تبارك وتعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} 76 البقرة.

ومفادها أن رجل من بني إسرائيل قُتل لأسباب غامضة، فشاعت بين القبائل الاتهامات، فكل قبيلة تتهم الأخرى بدم ذلك المقتول، فما كان أمامهم إلا أن يحتكموا في أمرهم إلى موسى عليه السلام، والذي بدوره كشف اللثام عن هذه الجريمة بطريقة إعجازية، اثبت فيها أنه من الله، ومع الله، وبالله تنكشف له الحقائق كلها، فأمرهم بذبح بقرة معينة وأن يضربوا بجزء منها ذلك المقتول..!!

ولكن لم يكن الأمر بهذه السهولة، فموسى عليه السلام بعد أن سمع بالقصة، وجاءه الوحي من ربه أن يأمرهم بذبح البقرة بدأت تظهر من بني إسرائيل علامات الاستخفاف وعدم القبول بأوامر القيادة الرسالية، التي كان يمثلها آنذاك موسى عليه السلام، فكان منهم ذلك الاعتراض { قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} وكان رد موسى عليه السلام رداً عملياً بعد أن كشف أمامهم الأمر وردت الحياة للمقتول وكشف بنفسه هو عن قاتله، فلم يكن أمر موسى عليه السلام إلا عن علم ومعرفة من الله فهو جلّ وعلا هداه إلى هذا التصرف.

هذه القصة تبين لنا مدى ارتباط القيادات الرسالية بالله وأن أفعالها ومواقفها على مر العصور لم تكن بدافع نفسي، أو من اجتهاد شخصي، بل هي أوامر إلهية، قد تأتي مباشرة من قبل الله عبر الوحي، أو عن طريق الإلهام، كما يحدث مع علمائنا الربانيين الذين يعتبرون امتداداً لتلك القيادات الرسالية، فمن الضروري جداً اليوم وفي خضم هذه المشاكل المتراكمة على المجتمعات الإسلامية؛ أن تلتفت إلى أهمية (الالتفاف) حول القيادات الرسالية، وهم العلماء الربانيون الذين يمثلون اليوم دور الأنبياء والأئمة.


ظاهرة النبوة وحقيقتها في الحياة البشرية

النبوة العامة - صلة النبي بعالم الغيب

النبوه العامة - الفرق بين المعجزة والكرامة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)